الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لماذا أوغندا أنشط دولة عالمياً؟.. تجارب حياتية في العمل وكسب العيش

أوغندا
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
ممارسة الرياضة جزء من الحياة اليومية للكثيرين في أوغندا نمط الحياة النشيط بدأ يتغير رويداً رويداً لا سيما بين الشباب تحتاج أوغندا إلى وعي وطني وبنية تحتية مناسبة لبيئة صحية تواصل - فريق التحرير: قبل ان أترككم مع هذا المقال المثير للاهتمام الذي قمنا بترجمته نقلا عن الـ BBC اقول ان المقال يجيب على تساؤل قديم وبطريقة على خلاف ما كنا نتمنى…. كنت أتمنى أن أعرف ماذا عملت الحكومة الأوغندية لتصل إلى هذا المقام الرفيع، متقدمة على كل العالم، حتى نتعلم منها دروسا مما عمله كل من القطاع الصحي إلى التعليم اوالشؤون البلدية والقروية والإعلام….. الخ لا اريد ان احرق عليكم المفاجاة. أترككم مع المقال…. الخ لماذا أوغندا أنشط دولة في العالم؟ أوغندا هي أكثر الدول نشاطاً بدنياً في العالم؛ وذلك وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية. حيث يضطر كثير من الأوغنديين للذهاب إلى أعمالهم مشياً على الأقدام وذلك بسبب عدم توفر وسائل النقل أحياناً، وأحياناً أخرى عدم توفر المال اللازم لركوب وسائل النقل المتاحة. ويسرد مراسل "بي بي سي" يأتيانس اوثير، الأسباب التي دفعت أوغندا لتتصدر الدول الأكثر نشاطاً بدنياً في العالم، من خلال مجموعة من القصص والتجارب الحياتية لبعض الأوغنديين. ويقول يأتيانس: "إن المواطنة الأوغندية، جينيفر نامولمبو تقضي ساعة ونصف من المشي إلى العمل خمسة أيام في الأسبوع. من منطقة نامونجو على الطرف الجنوبي الشرقي من العاصمة كمبالا، تتنقل في طريقها عبر خط السكة الحديدية وتقطع امتداد الطريق السريع المكون من ثماني حارات، وتخترق حي كولولو الفخم، وتصل أخيراً إلى ضاحية كامويكا قبل التاسعة صباحاً. وفي العمل، تقضي جينيفر البالغة من العمر 34 عاماً ساعتين على قدميها لتنظيف مبنى مكون من ثلاثة طوابق. كما تمضي بقية يومها في تنفيذ ما يكلفها به رئيسها". وبعد الساعة الخامسة مساءً، تعود من نفس الطريق إلى المنزل. وتقول "اعتدت على ذلك؛ لذا أنا لا أشعر بالمسافة، ولا أرتدي أحذية جميلة للعمل. أود أيضاً الاستمتاع بالحياة الجيدة في بعض الأحيان. فأود الركوب في سيارة أو على دراجة نارية"، تضحك جينيفر، وترينا قدمها المتسختين في صندلين أسودين. تعمل جينيفر نامولمبوا عاملة نظافة وتمشي كل يوم ولكنها تفضل استخدام سيارة إذا استطاعت شراءها. لم يتم تحديد وسيلة نقلها من خلال وزنها أو سمنتها، ولكن من خلال محفظتها، فراتبها يزيد قليلاً عن 100 دولار (70 جنيهاً إسترلينياً) في الشهر. فالاحتياجات المحلية وتعليم طفليها تشكل بعض التكاليف؛ لذلك لا يمكنها دفع مبالغ للمواصلات. وفي السابعة صباحاً، تلقي الشمس ظلالها الطويلة على العديد من الأشخاص الذين يسيرون على طول خط السكة الحديدية، حيث يمشي وبرس ادوبا (أب ذو ثلاثة أبناء) نفس مسافة الطريق، فهو يعمل في أحد الفنادق. يمسح وبرس العرق عن جبينه، ويقول: "إن كسب المال في تدهور" إن تقرير منظمة الصحة العالمية عن النشاط البدني، الذي صنف أوغندا كأكثر البلدان نشاطاً في العالم، ربما كان يأخذ أشخاصاً مثلهم في الاعتبار. تغيير نمط الحياة في دراسة، قامت بتتبع مستوى النشاط البدني في جميع أنحاء العالم، وجدت أن 5.5% فقط من الأوغنديين لديهم مستوى غير كافٍ من ممارسة النشاط. كما يمارس الناس في موزمبيق وتنزانيا وليسوتو وتوغو مستوى جيداً من النشاط. وبالمقارنة، يبدو أن الناس في الكويت، وساموا الأمريكية، والمملكة العربية السعودية والعراق يعيشون حياة تميل إلى كثرة الجلوس إلى حد كبير، فحوالي ربع سكان العالم لا يحصلون على تمارين كافية. تشير نتائج البحث إلى أن عامة الناس في البلدان المنخفضة الدخل يبدون وكأنهم يدمجون كمية كافية من النشاط البدني في حياتهم اليومية، بخلاف ما يحدث في البلدان الأكثر ثراءً. أما الأشخاص الأكثر فقراً، فيزيد احتمال استخدامهم لوسائل النقل العامة أو أن يكونوا في مهنة تنطوي على عمل بدني. ومع ذلك؛ فإن الدراسة التي تعتمد على تحليل البيانات الوطنية الذاتية، لا تفسر لماذا الأوغنديون أكثر نشاطاً من البلدان الأخرى التي لديها مستوى دخل مماثل. وحتى في البلدان ذات الدخل المرتفع يعمل عدد أكبر من الناس في الأعمال المكتبية، ويقضون ساعات طويلة في المكتب، ويشترون السيارات ويأكلون وجبات سريعة أكثر؛ مما يعني أن أوغندا قد تصبح أقل صحة عندما تصبح أكثر ثراءً. لا يعرف معتادو المشي في كمبالا الـ 150 دقيقة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية من النشاط المعتدل، أو 75 دقيقة من النشاط الشديد في الأسبوع، ولديهم سهولة في الوصول لهذا الهدف دون حتى أن يحاولوا. بعيداً عن المدينة، وفِي المناطق الريفية في أوغندا، حيث يعمل ما يقدر بـ 70% من السكان في الزراعة؛ فإن نتائج دراسة منظمة الصحة العامة تكون صحيحة للغاية. ويبدو ألا شيء يحافظ على أشكال الناس وقوامهم أفضل من المجرفة. يبدأ أبياسالي نسيريكو؛ وهو مزارع يبلغ من العمر 68 عاماً في لويرو عمله الحقيقي على بعد حوالي ساعتين من شمال كمبالا في الساعة الخامسة صباحاً، بعد الانتهاء من حلب الأبقار. كما يقوم بتنظيف حظيرة البقر أو قطف ثمار البن أو أشجار الموز. يقول أبياسالي نسيريكو: إنه يقضي ثماني ساعات على قدميه ولا يعاني من أي شكوى في جسده؛ وهو يعمل في مزرعته التي تبلغ مساحتها 10 أفدنة بنفسه، مع العمل بالأجر بين الحين والآخر. ويقول أيضاً: "أقضي حوالي ثماني ساعات على قدمي، ستة أيام في الأسبوع. أزرع كل الطعام الذي نأكله. إذا توقفت عن العمل، ربما سأمرض. وبالرغم من عمري، فليس لدي ألم واحد في جسدي". ممارسو الركض قادمون لكن ليس من السهل على هؤلاء الأوغنديين أن يحاولوا الحفاظ على لياقتهم مع تغير نمط حياتهم، فكمبالا ليست مدينة صديقة للنشاط البدني، لا يكاد يوجد فيها أي منتزهات خضراء. ومعظم الطرق لا يوجد فيها أرصفة، والعديد من السيارات تنبعث منها كمية الأبخرة مثل كوخ عشب مشتعل. حتى المشي أو الركض في العاصمة يتطلب بعض الشجاعة. فإذا كنت محظوظاً بالعثور على ممشى، فعليك أن تنتبه إلى غرف التفتيش المفتوحة، وسيارات الأجرة (دراجات الأجرة)، التي ستدفعك بعيداً عن الرصيف وتلقي عليك الشتائم. ولن يخجل سائقو السيارات من أن يدفعوا نحوك ما يحمله هبوب العاصفة، حيث يتعين عليك تحاشي الأكياس البلاستيكية التي يحق لك الشك في كونها "مراحيض طائرة". ومع ذلك، على مدى العامين الماضيين، زادت ظاهرة الركض في الشوارع، لدى الغالبية من النخبة الحضرية، وهناك أيضاً توجه متزايد من مجموعات اللياقة البدنية في جميع أنحاء المدينة. في صباح يوم سبت مشمس، تعمل ثلاث مجموعات مختلفة في موقف للسيارات في إستاد مانديلا الوطني، نامبولي. كما أن هناك أشخاصاً في الستينيات وطفلة تبلغ تسع سنوات، يقومون بالقفز ثم يجلسون القرفصاء ويتمددون. بالنسبة إلى شخص غريب، قد يبدو الأمر وكأنه موضة، لكن ديانا ناكابوجو أخبرتني أن نظام المجموعة حافظ على تحفيزها. إنها تحضر إلى الملعب من الساعة 6.30 صباحاً تتدرب لمدة ساعة، ثلاث مرات في الأسبوع، لكنه صراع، فضغوطات الحياة العملية لا تترك مجالاً كبيراً للنشاط البدني الترفيهي. تقول ناكابوجو: "أستيقظ على هم ازدحام المرور في وقت عليك أن توصل فيه الأطفال إلى المدرسة، ثم تصل للعمل في الوقت مناسب. إنه تحدّ؛ لذا فالعديد من الآباء يفشلون في إعطاء الأولوية للتمرين". مدارس بلا ملاعب "أفكر في الفتاة الصغيرة في نهاية الأسبوع التي تشارك في النشاط، حيث يكون ذلك بالنسبة لها، أفضل من قضاء الوقت مع والدها" فوالدها سابيتي ماتوفو معلم للتربية البدنية في المدرسة الابتدائية؛ وهو يمارس ما ينصح به الناس، لكن الأشخاص مثله أصبحوا نادرين في المدارس الأوغندية. "اعتدنا أن تكون التربية البدنية على الجدول المدرسي لكل مدرسة. ولكن هنا في المدينة، تركز المدارس فقط على الشأن الأكاديمي"، كما يعبر عن قلقه بشأن كيف ستبقي البلاد شبابها بلياقة بدنية. "العديد منهم ليس لديهم ملاعب. وفي المناطق الريفية حيث توجد مساحة، لا يوجد في المدارس معلمو تربية بدنية". مسار أوغندا الأول للدراجات وفي 7 يوليو، أطلق الرئيس يوري موسيفيني اليوم الوطني للنشاط البدني السنوي. ولكن الأمر يتطلب أكثر من مجرد بادرة رئاسية لإبقاء أوغندا نشطة. أما أماندا نجابيرانو، وهي محاضرة في التخطيط الحضري بكلية ماكيريري للهندسة والتكنولوجيا، هي "عالمة في علم النفس". فتدعي أنها تذهب من المنزل بحذاء ذي عجلات، وتتوقف في منتزهات في منتصف الطريق إلى العمل، وتعود لتكمل مسافة 7 كم المتبقية. أتعجب بشدة عندما تقول: "أقوم باختيار الطرق التي فيها حركة مرور أكثر". عليك أن تتخيل السيارات التي تنحرف من حارة إلى أخرى، متلهفة إلى التوقف المفاجئ، وبودا بوداس (دراجة هوائية تستخدم لنقل مجموعة من الناس مثل التاكسي) تعبر من خلال أي ممر متوفر، وسائقو ألماتاتو (باص ذو حجم صغير) يصرخون من النوافذ ويقولون هل يصح أن امرأة تركب دراجة هوائية..؟ وتقول أماندا: "هناك نظام في هذه الفوضى، فالسائقون يسيرون ببطء، ويمكنهم رؤيتي. إنها أكثر أماناً من الطرقات الراقية ذات السيارات الأقل لأن الجميع هناك يسرعون". إن حملتها القوية من أجل تحسين البنية التحتية للمدينة لتوفير وسائل النقل غير الآلية قد أسفرت عن قيام وزارة الأشغال بتطوير سياستها الأولى على هذا المنوال. تقول أماندا: "الطرق المزدحمة أكثر أماناً من تلك الموجودة في المناطق الراقية". قد يكون عملها جزءاً من الأسباب وراء قيام سلطة مدينة كمبالا منذ أقل من شهر، بتحديد أول مسار للدراجات في كمبالا. حيث بدأ ممر الـ 500 متر في منطقة كولولو المحاطة بالأشجار. ربما تحتفل البلاد بدراسة منظمة الصحة العالمية، لكن أوغندا تتحضر بشكل سريع. ففي غضون العقدين المقبلين، من المرجح أن يكون القلة الذين يبلغون من العمر 67 عاماً ما زالوا في حاجة إلى حراثة الأرض، بينما الكثير من الأشخاص يجلسون خلف عجلة القيادة في حوادث المرور. قام روي ويليام ماييجا من كلية ماكيريري للصحة العامة بدراسة في المناطق شبه الحضرية في منطقة إيغانغا، شرق العاصمة، في 2013، حيث وجد أن أنماط الحياة الأوغندية تتغير. "وجدنا أن 85٪ من المشاركين كانوا نشيطين جسدياً. وقيمنا نسبة السكر في الدم والوزن أيضاً. كان 15٪ ممن لم يكونوا نشطين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم مقارنة بـالذين كانوا نشطين". إن ممارسة الرياضة جزء من الحياة اليومية للكثيرين في أوغندا. ويحذر الدكتور ماييغا من أن عدد الأوغنديين المهتمين بالأعمال التي تتطلب مجهوداً شديداً مثل الزراعة آخذ في التقلص، خاصة بين الشباب. الأدوات الرياضية باهظة الثمن كما لاحظ حدوث تحول في البيئة الغذائية. في كل طرقات البلدة الصغيرة. فقد كان الشبان يطبخون أطعمة ذات سعرات حرارية عالية والأطعمة ذات الطحين المعالَج، حيث كان الناس يأتون من القرى لتذوق الطعام. كما يقول إن: "النشاط البدني أصبح قليلاً في نمط حياتنا، وبدأنا في تناول أشياء لم نكن نتناولها في الماضي، ولكن تصورات الناس عن النشاط الترفيهي لا تزال سلبية. فقد قال لي رجل في الدراسة: اللعب للأطفال". وكل ذلك يؤدي إلى ارتفاع المخاطر وحالات الأمراض المزمنة غير المعدية. وفي الوقت الراهن ورغم ذلك؛ فإن معظم الأوغنديين يظلون لائقين دون أدوات باهظة الثمن لحساب خطواتهم اليومية، أو مراقبة السعرات الحرارية. لكن البلاد ستحتاج إلى وعي وطني وبنية تحتية مناسبة؛ للحفاظ على موقع أوغندا الأعلى. ختاما..غردت ذات يوم، لماذا لا نقدم الخلطة السحرية التي تجعلنا نستمتع بالثروة والرفاهية. وفِي نفس الوقت يرتفع وعي المجتمع ويرشد أداء القطاعات المعنية لجعل حياتنا أفضل؟   أليس من حل سوى أن نصبح مثل أوغندا اقتصاديا، حتى نستمتع بصحة أفضل ونشاط بدني حسب التوصيات…!!   ترجمة المقال: أحلام محمد الغامدي اشرف على الترجمة: SallihAlansari@ مركز تعزيز الصحة: @SaudiHPC رابط المقال الأصلي: https://www.bbc.com/news/world-africa-45496654  اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook