المتأمل فيما يكتبه ويتفوه به الليبراليون يجد أنهم في جانب كبير من فكرهم الذي يقدمونه إلى القراء والمستمعين يدأبون على محاولات حرق صورة علماء الأمة الكبار بكل ما تعنيه من صدق، وعلم، والتزام بالكتاب والسنة، ويولون مسألة تنقصهم والطعن فيهم أهمية كبرى، ومساحة عظمى من إفكهم - غير المستغرب طبعاً - وقاذوراتهم الكلامية والمكتوبة أجلكم الله، ويستميتون في ذم هؤلاء العلماء، علماء السنة، ولا أدل على ذلك من هجومهم المكثف في السنتين الخاليتين خاصة على الإمامين ابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب، رحمهما الله تعالى، ومن له حظ ولو بسيط من النظر والفهم والتأمل في هذه المسألة، مسألة الطعن في علماء أهل السنة قديماً وحديثاً، سيجد في الوقت نفسه أن الليبراليين العلمانيين شديدو الحرص على تلميع أهل البدعة كبارهم وصغارهم، والسعي لنشر ضلالهم وخرافاتهم التي أهال الوعي الإسلامي المعاصر عليها التراب، وكادت تكون نسياً منسياً، وتقديم رموز البدعة والضلالة على أنهم علماء الإسلام الجديرون بالتقدير والأخذ عنهم، وسيجد أنهم يستضيفونهم في قنواتهم، وصحفهم، ومواقعهم على الإنترنت؛ ليقدموا للناس الفهم الصحيح للإسلام، والصورة الصادقة له كما يريدها الليبراليون، بينما الحقيقة أنهم يقدمون صورة بدعتهم، وضلالهم، لا الإسلام.
وهنا نستحضر تقارير معهد راند الأمريكي التي تؤكد دائماً على وجوب دعم وتشجيع المذاهب البدعية، والطرق الصوفية للتصدي للإسلام الصحيح!!
والمتأمل في المسألتين: مسألة مهاجمة علماء الإسلام السنة، وتلميع كبار أهل البدعة والضلالة، وطرقهم، ومذاهبهم، سيجد أن الليبراليين يخدمون نحلتهم الإلحادية، فالهجوم على علماء السنة الذين هم خير من يقدم الإسلام الصحيح والشامل، هو هجوم على الإسلام نفسه، ورفض للقرآن والسنة والعمل بهما في واقع الحياة، وتلميع الصوفية أهل البدعة والضلالة مُضي في الطريق ذاته، فأهل البدعة من الصوفية وغيرهم من أهل الزيغ بعيدون عن الإسلام الصحيح، وما يؤمنون به ويرونه ويقدمونه للناس شيء آخر غير الإسلام، لكل هكذا تجد الطعن في علماء السنة، والتلميع لعلماء البدعة والمذاهب المنحرفة الموازية من قبل التيار الليبرالي الذي يطلق عليه أيضاً اسم تيار فاحش.
