الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"العالمية صعبة قوية".. زَلّة خطيب أم فصاحة أديب؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

"العالمية صعبة قوية"، جملة استهل بها الشيخ لطفي بصيل خطيب جامع أبو عوف في ينبع البحر خطبته يوم الجمعة الماضي؛ ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية؛ نظراً لكونها جملة رياضية دارجة في أوساط الرياضيين، حيث رأى البعض أنها بداية غير تقليدية شدت المصلين وجذبت انتباههم لسماع الخطبة، واعتبروها فصاحة أدبية، بينما رأى آخرون أن تلك الجملة تعتبر زَلّة للخطيب؛ لأنها تتيح للبعض استغلال الدين في تأجيج التعصب الرياضي.

اضافة اعلان

وقال أحد حضور الجمعة في المسجد: إن الخطيب بدأ خطبته بعبارة "العالمية صعبة قوية"؛ مما أدى إلى لفت أنظار المصلين وتوجههم إليه شاخصين أبصارهم، فيما أكمل الشيخ قائلاً: "نعم العالمية صعبة قوية، أتدرون على من العالمية صعبة قوية، على مليار ونص المليار مسلم، لم يحققوا إنجازاً طبياً، أو اقتصادياً، أو زراعياً".

وتابع الخطيب بقوله: "نجري ونلهث خلف كرة منفوخة، قادنا التعصب للقطيعة والتباغض، والاستهزاء بإخواننا المسلمين، والتهكم، وإطلاق الألقاب، والهمز واللمز، وكأننا لم نقرأ: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم)، وكأننا لم نقرأ: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)".

مطالب بتكريم الخطيب

وطالب الكاتب الصحفي، خالد السليمان، بتكريم الخطيب، رافضاً توقيع عقوبة عليه، مؤكداً أنه قدَّم خطبةً غير تقليديةٍ شدَّت المصلين، حيث قال: "صرّح مدير إدارة المساجد بمنطقة المدينة المنوّرة، بأن إدارته بدأت تحقيقاً مع خطيب الجمعة، صاحب خطبة "العالمية صعبة قوية" الشهيرة، وأن عقوبةً تنتظره، قد تصل إلى التوقيف عن الخطابة!".

ويعلّق "السليمان" قائلاً: "كنت أنتظر من الوزارة أن تكرِّم هذا الخطيب على خطبته غير التقليدية التي شدَّت المصلين للاستماع، بدلاً من معاقبته، لكن يبدو أن الخروج عن خط الخطب الكلاسيكية التي أكل الدهر على تكرارها وشرب، هو ما يُرضي بعض المسؤولين في وزارة الشؤون الإسلامية، لا الخطب التي تشدُّ جمهوراً من المستمعين ملَّ من الخطب الوعظية التقليدية المكرّرة!".

ويؤكّد الكاتب أن: "الخطيب شدَّ انتباه المصلين بذكاءٍ بالغٍ بعبارة دارجة، ليوصل رسالةً معبرةً بأن العالمية صعبة قوية، ليس على فريقٍ كروي فشل في تحقيق حلمٍ رياضي، وإنما على مليار ونصف المليار مسلم الذين لم يحققوا إنجازاً علمياً، أو طبياً، أو اقتصادياً، أو زراعياً، للنهوض بالمجتمع الإسلامي، ورفعة الأمة وقيادتها إلى مصاف دول العالم الأول!.. كما أنه لم يفوت توظيف العبارة الشهيرة في إبلاغ رسالته الوعظية، دون تضمينها رسالة تربوية لنبذ التعصب الرياضي، والبُعد عن التنابز، والسخرية، والاستهزاء، والتحذير من الآثار السلبية لذلك على المجتمع!".

مغردون يدافعون

وفور انتشار الخبر، أطلق مغردون على "تويتر" هاشتاقاً حمل عنوان: "خطيب جمعة يردد العالمية صعبة قوية"، والذي شهد بعض الهجوم على الشيخ في اتهام له باستخدام المنابر في غير الأغراض التي خصصت لها، ولكن في الوقت نفسه شهد "الهاشتاق" دفاع عدد كبير من المتابعين للهاشتاق عن الخطيب، مؤكدين أنه تعمد استخدام كلمات "شعبية"؛ بهدف لفت انتباه المصلين.

حيث قال المغرد خالد الجهني: "أنا حضرت الخطبة، كان ينتقد هذه الكلمة، ويقول نعم العالمية صعبة قوية في الصناعة، والتكنولوجيا، وغيرها من العلوم"، فيما دعت المغردة نورة الدواسر للخطيب قائلة: "هدفه شد انتباه المصلين ليوصل النصيحة، جزاه الله خير الجزاء".

وأضاف المغرد أحمد العتيبي: "أعجبني أسلوبه، استخدم هذه العبارة لشد الانتباه، أغلب من يحضر الجمعة الآن لا يعلم ما قال الشيخ في الخطبة"، وتابع متعب السعيدي: "الإمام قال العبارة ليذكر المصلين أين وصل الغرب وأين نحن منهم؟ لكنْ هناك أشخاص لديهم حساسية من هذه الكلمة".

وقال سعد الجهني: "جزى الله الشيخ خير الجزاء فكرة رائعة وموفقة، التغيير في نمط خطبة الجمعة أصبح أمراً مطلوباً؛ لتكون أكثر تأثيراً"، أما زابن الرشدان فعلق قائلاً: "انظروا ماذا كان يقصد بالعالمية؟ ذكاء من الخطيب!".

الشؤون الإسلامية تحقق

وكانت الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة، قد أعلنت عن بدء التحقيق مع خطيب المسجد في محافظة ينبع، حيث قرر مدير إدارة الأوقاف والمساجد في منطقة المدينة المنورة، الدكتور محمد الخطري، إرسال فريق من إدارته للتحقيق مع خطيب المسجد بشأن خطبته، حيث إنه لو أثبت التحقيق أن الخطيب المذكور خالف توجيهات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، فسيطبق عليه النظام، وتصل العقوبة إلى الإيقاف من الخطابة.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook