الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«حذيفة المشرعي» يقهر الإعاقة ويصبح معلماً للقرآن

unnamed (3)
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - نايف الحربي: يعد حذيفة بن سليمان المشرعي البالغ من العمر 20 عاماً، مثلاً يُحتذى به، فهو أحد أولئك الناجحين والمتميزين الذين قهروا الإعاقة وباتوا مِثَالاً لغيرهم، فإعاقته السمعية وتأتأته في النطق لم تقف حاجزاً أمام طموحه وهمته العَالِية، وحصوله دَوْمَاً على تقدير ممتاز في حلقات القُرْآن ومدارس التعليم العام. قصة حذيفة يرويها والده ومعلمه في الْوَقْت ذَاته الأستاذ سليمان المشرعي حيث يقول: ‘‘حذيفة نشأ في بيت قُرْآني فوالداه وشقيقاته الكبيرات يحفظون القُرْآن الكريم، وعند طفولته ظننا أنه أبكم ولا يستطيع الكلام والتخاطب مع الأسوياء فألحقناه بمدارس خَاصَّة ليتعلم لغة الإشارة ولكن وفي سن التاسعة قدم طبيب زائر إلى أحد المُسْتَشْفَيات بجدة فسارعنا للذهاب إليه، وهنا كانت نقطة التحول فقد اكتشف الطبيب بعد تخطيط مقطعي سمعي دقيق أنه يَحْتَاج إِلَى مساعدة ليسمع فعنده ضعف شديد في الأذن اليمنى وضعف متوسط في اليسرى، وما أن استعمل حذيفة السماعة حتى استطاع أن يسمع الأصوات ولو بصوت خافت فبكى فرحاً وأبكى من حوله‘‘. وَتَابَعَ والده، بعد شهور قليلة من استعماله السماعة التحق بحلقات القُرْآن رغبة منه في الحفظ، فتنقل بين حلقات القُرْآن والمعلمين وكانت بداية حفظه للقُرْآن نصف صفحة، ولكن مَا أن التقى الأُسْتَاذ شبير غلام حتى أخبرني أن حذيفة الوحيد الذي يحفظ صفحتين يَوْمِيّاً من القُرْآن في حلقة جميع طلابها من الأسوياء واستمر على ذلك حتى ختم القُرْآن في مسجد الرحمة بحي المروة، ونال في اختبارات جمعية ‘‘خيركم‘‘ تقدير ممتاز بنسبة 92%. وعن سر تفوقه قَالَ: ‘‘إن سر تميز حذيفة بعد توفيق الله وجهود والدته التي عاملته معاملة الأسوياء، فكان أفضل منهم، وكلما صعد مرتبة في حفظ القُرْآن كلما تغلب على الإعاقة فتحسّن في النطق والسمع والفهم والحفظ، كما أنه يحب أن يعلم غيره القُرْآن ويحفزهم وخُصُوصَاً ذوي الاحتياجات الخَاصَّة، فالمعلمون يستعينون به لمساعدتهم في تعليم زملائه القُرْآن، وقد أنشأ حلقة قُرْآنية في المنزل لإخوانه وأخواته والذين أصبحوا متفوقين في الحفظ واقتربوا من ختم القُرْآن. حذيفة لم يكن متفوقاً في التحفيظ وحسب، بل كان من الأوائل في المدرسة، ونسبته لم تقل في جميع المراحل الدراسية عن 99% وقد نال بعد حفظ القُرْآن الكثير من الدعم والتشجيع من أسرته وأَقَارِبه وزملائه ومعلميه، فأول احتفال بحذيفة كان في الحرم المكي وُصُولاً إلى تمثيله لمكتب تعليم جدة وتكريمه من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة السابق، ومنحه جائزة الشيخ محمد بن صالح السلطان، وآخر الاحتفالات كانت في مدرسة رضوى الثانوية عندما كرمه قائدها الأستاذ منصور الصحفي في الإذاعة المدرسية أمام زملائه الذين صفقوا له والتفوا حوله وباتوا يلقبونه بالشيخ حذيفة. وبعد أن بيّن حذيفة أنه يتمنى إكمال مسيرته الخَيْرِيَّة ويعلم القُرْآن في الحلقات لقوله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خيركم من تعلم القُرْآن وعلمه) شكر كل من وقف بجانبه بعد المولى عَزَّ وَجَلَّ، وخُصُوصَاً والديه ومعلميه في الحلقات الشيوخ إبراهيم خريزة، وغلام شبير، ومصطفى البدوي، ومجدي الحكمي، وفيصل بن سعيد الحسيكي، وقادة المدارس الأستاذ سعيد سالم الغامدي مدير مدرسة عبدالملك بن مروان، وإدارة متوسطة الأقْصَى بالتحلية، وخُصُوصَاً قسم التربية الخَاصَّة بقيادة الأُسْتَاذ عيسى المحرق، ومدير ثانوية رضوى الأُسْتَاذ منصور الصحفي وجميع منسوبيها.
اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook